Admin Admin
عدد المساهمات : 83 تاريخ التسجيل : 20/01/2011 الموقع : https://tlaedu.mam9.com/
| موضوع: التربية فى الاسلام الثلاثاء يناير 25, 2011 3:31 pm | |
|
رجع الأب من عمله متعبًا كعادته، فما إن فتح باب المنزل
حتى وجد أمامه ابنه مازن.
الأب: السلام عليكم. مازن في شوق إلى أبيه: وعليك السلام يا أبي، لقد انتظرت
عودتك بفارغ الصبر.
الأب في تعب: شكرًا يا ولدي.
مازن متعجبًا: يا أبي كنت أريد أن أتحدث معك في موضوع
بخصوص صديقي كريم، فما هو الوقت المناسب لكي أجلس معك.
الأب وقد بدا عليه الغضب: أنا متعب الآن، ولا أريد أن
أتحدث في أية مواضيع، فأنا مشغول اليوم كله.
مازن في حزن: حسنًا يا أبي، كما تحب.
ثم دخل الأب على الأم ووضع المشتريات التي أتى بها، ثم ذهب
ليضع ملابسه، وجلس مازن على الأريكة وهو في حيرة من أمره
لا يدري ماذا يفعل؟؟؟
ـ كثرة الأعباء لا تعني إهمال الأبناء:
كثيرة هي الأعباء التي تُثقِل كاهل الآباء، فنجد أن الأب يخرج إلى
عمله في الصباح الباكر، ثم يرجع من عمله منهكًا متعبًا، ثم يذهب
ليرتاح قليلًا، وبعدها يعاود الخروج من المنزل لقضاء حوائجه أو
لشراء مشتريات البيت من طعام وشراب وملابس للأولاد.
وهكذا يصبح يوم الأب أشبه بالروتين اليومي، وعلى الرغم من أن
معظم الآباء الذين يقضون معظم أوقاتهم خارج البيت يملكون دوافع
حسنة لذلك كتأمين مستقبل الأبناء، وتوفير احتياجات المنزل وغيرها
إلا أنه تكمن مشكلة خطيرة يتغافل عنها الآباء وهي اهتمامهم
بأولادهم، ومعرفة احتياجاتهم، فالكل يعرف هذا الزمان وما فيه من
أعباء اقتصادية كثيرة، فنحن لا ننكر ذلك، ولكننا نؤكد على أن
(مهمة الوالد لا تقتصر على أن يَنصَب من الصباح حتى المساء،
أو أن يضرب في الأرض من أجل الحصول على ما ينفق على
بيته، كما لا تقتصر مهمة الأم على ترتيب البيت وتنظيف الثياب
وإعداد الطعام، فهذه المهام الكريمة التي يقوم بها الآباء
والأمهات، لا ينبغي أن تستغرق كل أوقاتهم وجهودهم حيث إن
ذلك لا يعد سوى أجزاء مهمة من مكونات البيئة التربوية
الجديدة، أما العمل التربوي فإنه شيء آخر.إننا ورثنا عن الأجيال
السابقة مسألة إعطاء جل اهتمامنا للأمور التي ذكرناها، وإذا نظرنا إلى
البرنامج اليومي للسواد الأعظم من الآباء وجدنا أنهم يقضون ساعات
طويلة خارج المنزل، وحين يعود الواحد منهم من عمله يعود
منهكًا، وقد استنفذت طاقاته النفسية، وكثير منهم يعودون بعد أن
يكون الأطفال الصغار قد استغرقوا في النوم، كما أن كثيرًا منهم
يذهبون إلى أعمالهم قبل أن يستيقظ أبناؤهم.ولا يصح أن نتجاهل
صعوبة كسب العيش بالنسبة إلى معظم الناس، كما لا يصح أن
نستهين بالثواب العظيم الذي ينتظر الكادحين في سبيل تحصيل
لقمة العيش، لكن حين نعلم أن توجيهنا لأبنائنا وإشرافنا عليهم هو
الأساس وهو المحور، فإننا سنبحث عن الوقت الذي نجلس فيه
معهم) فلابد أن يعلم الآباء أن أبناءهم ليس لهم شأن في
انشغالنا أو نجاحنا في أعمالنا، بل إنهم في أمس الحاجة إلى
حب ورعاية وحنان واتصال بصورة دائمة، فإن الأبناء لا
ينظرون كثيرًا إلى المال الذي يُوفَر من أجلهم، أو أننا
نتعب من أجل سعادتهم، إن ما يهمهم أن يجدوا من
يتكلمون معه حول مشاكلهم، ويحتاجون إلى من
يبصرهم بالطريق الصحيح.وعجبًا أن تجد بعض الآباء
يقضون كل أوقاتهم في العمل، وعندما يذهبون مثلًا في
نزهة مع الأولاد تجد الهاتف الجوال لا يفارق يد الوالد
فيتحدث مع هذا ومع هذا، ويتكلم عن مشكلات العمل،
فهم يظنون بذلك أنهم يوفرون حياة أفضل لأبنائهم،
(وهم يهربون من مواجهة مسئولياتهم بتخصيص وقت
للتفاعل واللعب والانسجام مع الأطفال ويستبدلون هذا
الوقت بهدايا وحلوى ونقود يعطونها للأبناء) أعظم
مربي في العالم:هل تدري أيها المربي من أعظم من تواصل
مع تلامذته على الرغم من كثرة انشغالاته، إنه الحبيب
المصطفى صلى الله عليه وسلم، فكان منشغلًا بأمور المسلمين
والجهاد وسياسة الدولة، ولكن هذا لم يمنعه من مخالطة الناس
(فقد استفاضت كتب الحديث والسير بذكر منهجه وأسلوب
حياته في البيت مع الأولاد، فقد روى عنه أصحابه رضي
الله تعالى عنهم أنهم شاهدوه والحسن والحسين على بطنه أو
صدره، وربما بال أحدهما عليه، أو ربما جلس لهم عليه
الصلاة والسلام كالفرس يمتطيان ظهره الشريف، وربما
صلى وهو حامل أحد الأولاد أو البنات، ويروى عنه أنه
كان يشمهم ويضمهم إليه، وربما خرج على أصحابه وهو
حامل الحسن أو الحسين على عاتقيه، فكان صلى الله عليه
وسلم، مع جلالة قدره وعلو منزلته يفعل ذلك، ليقتدي به
الناس، ولأنه يعلم أهمية هذه المخالطة في المجال التربوي) وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال:(صليت مع رسول الله
صلى الله عليه وسلم صلاة الأولى ثم خرج إلى أهله وخرجت معه
فاستقبله ولدان فجعل يمسح خدي أحدهم واحدًا واحدًا، وأما أنا فمسح
خدي فوجدت ليده بردًا وريحًا كأنما أخرجها من جؤنة عطار)رواه مسلم
فلابد لك أيها الوالد الكريم من وقت تقضيه مع ولدك فلذة كبدك،
تتعرف فيه على حاجاته ماذا يريد؟ كيف يفكر؟ من هم أصدقاؤه؟
كيف حاله في المدرسة؟ وهكذا، فيشعر الابن أن والده بجانبه،
فيبوح له بأسراره، ويأتي إليه في كل استشارة، ويأخذ رأيه في
أموره الخاصة.المصدر :- مفكرة الاسلام بتصرف | |
|